-->


القصيدة لمعاصرة في مواجهة التيبس الإبداعي



بين الواقع الأدبي وعبثية المشهد السياسي

انطلاقاً من أن القصيدة ليست تعبيراً عن حالة عابرة يمر بها الشاعر,

وإنما هي روح كبيرة تكتنز في متاهاتها أرواح تتوالد منها مفاتن جديدة ومعان متجددة كلما مر بها قارئ متمرس أوناقد متفرس.

عُرّف الشعر بأنه كلام له إيقاع ’ وهذا ما يميزه عن أي كلام آخر,

وليس هذا فحسب, فلو اقتصر الشعر على هذين العنصرين’ بات محض نظم

لا حياة فيه, 

بيد أن الشعر فوق ذلك, فهو كلام ذو معان جميلة, وجمل جليلة رصينة

مع فائض من الخيال والعواطف,

ورتابة في تشكيل العبارات,

وتميز في بناء وترابط التراكيب,

ولا يمكننا أن نفصل إيقاع اللفظ عن معناه في الشعر, فللإيقاع دلالة على الإحساس المرتبط أساساً بالعاطفة, والتي تجعل الشعر أكثر قرباً من وجدانات الناس، على اختلاف أعمارهم, ومستوى ثقافتهم, وانتماءاتهم وأجناسهم.

وتمتاز القصيدة الجيدة بخصائص: الجدة, والمرونة, وخصوبة التخيل,مع التفرد باللغة الشعرية الخاصة بشاعرها والتي تميزه عمن سواه من الشعراء, فإن لم يكن له هويته اللغوية ومفرداته, وأدواته الشعرية الخاصة, والروح المتميزة في كل نص شعري, وأسلوبه المتفرد فيه, فهو إما يكون مكرراً نفسه, أو مقلداً غيره.

إذ ذاك لن يعدو به الأمر لوصف شاعر, فالشاعر في كل قصيدة يولد من جديد, ليقفز من مخاضه نحو مهد القصيدة, فيلامس خياله طرفاً منها, ليخطو آخر خطوة في عالم الواقع الضيق نحو عالم الخيال الفسيح,

تنصاع له عذرية القصيدة, لتلمس شعوراً جديداً باغت وجدانه, فيبدأ رحلة جهله الأجمل’ في عالم يحتوي جوهر اللذة في أقصى معانيها

 بقلم الأستاذ الشاعر عبد الرخمن أبوراس

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *