-->

من فقه البيان في تصريف الميزان

من فقه البيان في تصريف الميزان 



من فقه البيان في تصريف الميزان  

التصغير:

قلت سابقاً في بحثٍ لي على أنّ الحركات في ترتيبها حسب القوة الضمة فالفتحة فالكسرة ويقابل كل تلك الحركات السكون

وما يعضِّدُ رأيي هذا الذي جنّدتُ له من الأدلة ما أظنه

كافياً بحث (التصغير) في الأسماء

فنجد أن التصغير يحدث لكل اسم عدا أسماء الله الحسنى وما كان مصغَّراً أصلاً وجموع الكثرة

وذلك بضم الحرف الأول وفتح الحرف الثاني وإضافة ياء ساكنة

مثلا

حسن حُسَيْن

أحمد اُحَيْمد

مصباح

مُصَيْبيح

نلاحظ أننا قلبنا الألف لتجانس التنغيم مراعة لضعف صوت الياء

أين الشاهد في هذا؟

الشاهد هو توطئة التصغير بالتدريج ضم الحرف الأول، والضمة أقوى الحركات، ثم نصب الحرف الثاني والفتحة تأتي ثانية الحركات بالقوة، ثم كسر الحرف الثالث والكسرة أضعف الحركات، ولئلّا نعبثَ في شكل الكلمة ضبطاً بحسب موقعها أضفنا بعد الحرف الثاني دون المساس بحركة الحرف الثالث ما يناسب هذه الكسرة التي يجب أن نضعها لسَلسلة التصغير. أضفنا ياء القرع وهي صوت ياء العلة الساكنة دون مد.

فنكون قد تدرَّجنا بالاسم ابتداءً من أقوى حركة إلى أصغر حركة ليُعلمَ أننا قد صغرناه

الحركات في العربية

قالوا لنا قديماً أن الكسرة أقوى الحركات، ثم تليها الضمة، ثم تليها الفتحة والسكون ليس بحركة لأنه يقابل الحركات

سنوافقهم بذلك صوتياُ فقط

فالكسرة لرقتها تخفي كل حركة معها،

أما الحقيقة المعنوية فإن الضمة أقوى الحركات، ثم تليها الفتحة، ثم الكسرة

لماذا؟

نجيب....

الاسم المجرد يكون مرفوعاُ أياُ كان شكله معرفاُ أو منكراُ

من مظاهر الاسم الفاعل، لأنه المؤثر في غيره وله مطلق الحرية يبقى مرفوعا سواء أضيف أو انقطع عن الاضافة وحركته الضمة أو ما ينوب عنها.

المبتدأ والخبر:

هما عمادا الجملة الاسمية مرفوعان على الدوام، مالم يطرأ عليهما دخيل كنواسخ الابتداء.

الفعل المضارع:

مرفوع مالم يطرأ عليه مغيّر ينصبه أو يجزمه.

ألا تلاحظ المبتدأ عندما تدخل عليه إن أو إحدى أخواتها تزعزع قوته وتضعفه فينزل من عنفوان الرفع إلى النصب.

لأن الحرف يؤثر بما يليه مباشرة، بينما الفعل لا يؤثر بما يليه، وإنما يمتد تأثيره بما بعد تاليه،

فنلاحظ الفعل الناقص...

إذا دخل على جملة اسمية يبقي المبتدأ مرفوعاُ، ولكن بعد أن يكون قد أدخله مملكته، ويسمى حينها اسم الفعل الناقص وينصب الخبر ليضمن ولاءه بعد أن ضمه لمملكته وسماه خبره.

لنلاحظ الفعل التام..

إذا شكّل جملة يستقطب الأسماء المرفوعة، فإن كان لازماً اكتفى بفاعل له، وإن كان متعدياً فإن تأثيره يمتد إلى ما بعد الفاعل، كأن ينصب مفعولاُ، أو يحرر حالاُ لفاعله، أو يتخذ له مكاناً وزماناً فيضعف حركةَ ما بعده من الرفع إلى النصب.

تعالَ معي إلى الجر...

خير مثال على الجر دخول حروف الجر على الأسماء؛ تجرها وتضعف حركتها وتنزلها من النصب إلى الجر.

لعلك

تتساءل لم قلتَ من النصب؟ وقبل قليل قلت أن الأسماء مرفوعة!

أقول إن كانت مجردة فستكون مرفوعة، أما إن اتخذت مكانها في الجملة فإنها مرهونة للمؤثرات،

فلو قلنا جاء أحمد المدرسةَ فالمدرسة نُصبت بتأثير فعل الفاعل، فإن أدخلنا حرف الجر فستنزل حركتها من النصب إلى الجر بحركة الكسرة أو ما ينوب عنها.

تعالَ لنشكل التشكيل التالي .....

في الفعل....

نجد الضمة والفتحة والسكون نحو....

يكتبُ - لن يكتبَ - لم يكتبْ

بيد أننا مقابلها نجد الحركات

في الاسم الضمة والفتحة والكسرة نحو...

جاء خالدٌ رأيت خالداً ومررت بخالدٍ

ألا تلاحظ أن الكسرة في الاسم تقابل السكون في الفعل؟

ألا ترى أننا إن أردنا أن نتخلص من السكون نحرك بالكسر؟! أي أننا نصعد إلى أضعف الحركات!

ألا ترى عندما نجزم الفعل المرفوع المضعف نبنيه على الفتح؟ أي ننزل رتبة واحدة عن أصل حركته فنقول "لم نقرَّ الأمر بعد"

هذا وللحديث بقية....

من هوامش كتابي

"كيمياء الحروف"

 

 

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *