-->

فأر وذيل

 






"فأر وذيل"

قصة قصيرة
ظفرَ صاحبُ بيتٍ بفأرين
استغلا انشغاله في شأنه، فدخلا بيته يعيثانِ فيه إفساداً.
أنشأ الصغير منهما يقرض إثر الكبير الذي طال ذيله، فاشتبه الصغير على صاحب البيت، فطوراً يحسبه ذيلاً للكبير، وتارة يراه فأراً صغيراً
ما لبث صاحب البيت حتى حاصرهما في زاوية من زوايا البيت ولوّح نحوهما بعصاه مقترباً منهما ومبتعداً دون مساس -
- راح كل منهما ينظر باتجاه؛ بحثاً عن مهرب، لكن عبثاً يفعلان،
وقد أحْكمَ حولهما الحصار.
لم يجدا منفذاً للهروب
فلاذا بالصراخ
رقَّ قلب الرجل لهما فابتعدَ مفسحاً لهما مجالاً للهرب،
لكنهما ظلا يصرخان
- تدخل ولده الصغير سائلاً .....
لماذا تركت الفأرين يا أبتي ....؟
قال: يا ولدي دابتان سعتا كلٌ لبعضٍ من الجبن.
أفتقتلهما ببعض جبن؟
قال الولد: نعم يا أبي،
لكن لماذا يمعنان في الصراخ؟
وما زال صراخمها يعلو
رغم أنك تركتهما ....!
أجاب الأب:
الصراخ يا بني على قدر الألم ....
قال الصبي: لكنك لم تضربهما يا والدي...!
رد الأب: أي بني ...
لا عجبَ من ذلك فالفئران أكثر الكائنات وهماً، وهي أكثرها جبناً، وحباً للجبن،
الفأر يا ولدي لا يقاوم إغراء الجبن حتى أنه يخاطر بحياته من أجل أقل قليل منه.
قال الصغير: ألهذا جعلت الفئران أكثر المخلوقات للتجربة العلمية؟
أفتعلم يا صغيري أن جل التجارب العلمية تكون على فأر؟
قال الصغير: نعم ،ولكن هل خلقت الفئران لهذا الغرض يا أبي؟
أجاب الأب: لا يا ولدي لكن حجمها الضئيل، وحركاتها التي فيها الكثير من التعريج، والتهريج، وطبيعة خلقها، ونحالة أجسامها؛ جعل منها نَيْلاً سهلاً؛ رغم غريزتها المثيرة في فنون الهرب، وسرعة الانزلاق.
وقد اكتسبت هذا الرعب
من كثرة ما جُرِّب بها، حتى انغرست سجيةُ الجبن في طبيعتها، وغريزتها ، وباتت تُعرف به، ويعرف بها،
فسبحان من يبدأ الخلق، ثم يعيديه في الصورة التي يشاء .
الكاتب 

عبد الرحمن أبوراس
 

هناك تعليق واحد


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *