-->

من ديوان مهرجان الشعر العربي الأول اسطنبول 2018


من ديوان مهرجان الشعر العربي الأول اسطنبول 2018  



أروى العمر - سورية

الدمعة حقيقة كلما رُويت تجدّد ذاتها؛ قد نعبر إلى حيث تساق أقدامنا أحايين كثيرة؛ لكنّ القلوب تتشبث بأطراف ثوب وطن مكرها أدار ظهره لهم؛ فكيف كان العبور مزيفا؟

 



 

 

هكذا كان العبور مزيفاً

 

 

 

    أنا لستُ مِنْ نَسلِ اليمامـــــــةِ كيْ أرى        

وعمَى خُطايَ هوًى وليــــــــس تَجبُّرا

    ظَمأَى عبرتُ إلى الضَّبابِ وكيفَ لا؟       

جرحٌ قديمٌ صاحَ بـــــــــــــــــــــــي كيْ أعبُرا

    مَنْ قالَ إنَّ اللّحنَ مَحْضُ غَوايــــــــــــــــــــــــةٍ         

كَلَّا.. فإنَّ لكلِّ حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرفٍ مِنْبرا

    هِيَ طِفلةٌ شَرِقَتْ على أرجوحــــــــــــــــــــــــــــــــــــةٍ        

حَسِبَتْ مَريرَ الطَّعمِ فيهمْ سُكَّرا

    في الحَقلِ سُنبلةٌ تُراودُ حُلْمَهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا        

ما بينَ شاهدَتينِ تَكتُبُ أَســــــــــــــطُرا

     مصلوبةٌ عند التخوم يهزُّهــــــــــــــــــــــــــــا       

وجعٌ تنامى أذرعاً فَتَــــــــســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوَّرا

    الهدهُدُ المَدهوشُ يَروي صمْتَهـــــــــــا     

ويقولُ: ما تلقاهُ أعجبُ ما جَرى

    "أحَدٌ" يصيحُ بلالُ كيفَ لأرضِهـــــا        

وسمائها ألّا تُحسَّ وتشعــُـــــــــــــــــــــــــــــــــرَا

    يُنْبِي المخاضُ عنِ احتمالِ جَريمةٍ        

لكِنَّ رُبَّانَ السّفينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــةِ قَرَّرا

    يتكاثَفُ المَعنى بثَغرِ غَمامَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــةٍ        

ويهزُّهَا الرَّعدُ الهَصورُ لتُمـــــــــــــطِرَا

    حُبلى كمريم دونَ مسٍّ أنجبَــــــــــــــــــــتْ        

للفجرِ مولوداً أجــــــــــــــــــــــــــــــــــلَّ وأَطهَرا

    قايَضْتُ كلَّ العابرينَ بظُلمـــــــــــــــــــــــــــتي        

قبَساً يُعينُ غِشــــــــــــــــــــاوتي كيْ تَسبُرَا

    

   

    وبذلتُ مِنْ قبلِ القَصيدَةِ خافقاً       

نزَّ الجوى وعلى الحُــــــــــدودِ تسمَّرا

    يَمتدُّ نحوَ الشَّمسِ يقطِفُ جَذوةً        

ويفاوضُ الأقـــــــــــــــــــــــــــــــدارَ كيْ تتــــــــــــغيَّرا

    لنْ أستكينَ لرِعشةٍ في أضلُعــــــــــــــــــــــــي       

خوفُ التَّرقُّبِ كالكؤوسِ تكَسّــــــــرا

    وعلى فؤاديَ ألفُ ألفِ حكايــــــــــــــــــــــةٍ        

وأناقةُ التُّوبازِ تنزِفُ عَنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبَرا

    لنْ تشربَ الغِزلانُ ثديَ نجيعِهــــــــــــا       

لنْ تأكلَ العُقبانُ جيفةَ مَنْ سَرى

    لنْ تتركَ الكفُّ الّتي أنبتِّهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا        

يا شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامُ، باباً بالغيابِ تعفَّرا

    

     يا شامُ إنِّي لاحتضارِكِ أنتمـــــــــــــــــــــــــــي        

لا كنتُ إن ظلَّ الصَّباحُ مُعكَّرا

     لا حظوةٌ عندَ المواسمِ تُرتَجـــــــــــــــــــــــى       

إِلّا إذا كنتِ الرَّبيعَ الأخضَـــــــــــــــــــــــرا

جميع الحقوق محقوظة لـ الجمعية الدولية للشعراء العرب



ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *