-->

من ديوان مهرجان الشعر العربي الأول 2018

 

من ديوان مهرجان الشعر العربي الأول 2018



أنس الحجري - اليمن

 

بين دواته وأوراقه المتناثرة؛ جلس يتساءل والحزن يحفر أخاديده على وجنتيه؛ إلى متى نتوه؛ وهل من سبيل إلى لقاء؟

 

 


 


                         

أرضُ المتاهات

   

 

 

    مِن بلادٍ فيها المتاهاتُ أعمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق        

جئت أجتازُ خندقاً بعدَ خندقْ

    واصطحبتُ الأسى معي، والليالـــــــي       

وبقايا دمعٍ وخُبزٍ وبَيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدَق

    لستُ أدري من أين جئتُ، ولا أين      

وجهتي ولا الضــــــــــــــــــــــــــــلالُ ولا الحَق

    كلُّ عِلمي أنني إلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى غير أرضٍ       

سوف أمضِي، وأنني بي سألحق

     كلّما مات مِن لياليّ ليــــــــــــــــــــــــــــلٌ       

ملأ الريشُ جانبَيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ فحلَّق

    يَعتريني خَوفٌ له ألفُ نــــــــــــابٍ       

وفؤادي ما بين فَكَّيهِ يُسحـــــــــــــــــــــــق

    أيّ فرع؟ ففي الطريق فروعٌ       

كيف أمضي إلي؟ من أي مفرق؟

    وسَفينٌ تمرُّ بي، ثم تمضـــــــــــــــي      

وفؤادي فيه المحيطاتُ تغــــــــــــــــــــرق

    رحلتي فيّ علّمتني دروســــــــــــــــــــــــــــــاً       

كيف أبني من كومةِ القش زورق

    تنحَني بي مراكبُ العمر حتى       


تصبح الذكرياتُ موتاً محقــــــــــــــــــــــق

     ويُثيرُ الفراقُ قلبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي كريحٍ       

في شتاء تثير حبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاً معلق

    أعشقُ الضوءَ ثم أغمضُ عيـــــــني       

كلما بارقٌ أضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءَ وأبرَق

    يا اسوداداً في الشعر ليتك تدري      

أنّ هذا البياضَ أزهــــــــــــــــــــــــــــــــى وآنَق

    لم يكن زورقي رَديئاً، ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن     

أكلتهُ الشموسُ حتى تَمـــــــــــــــــــــــــــــــــــزَّق

    وفؤادي غدا به ألفُ سهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمٍ       

من سهام الهوى، ومازال يَعشق

    لي من الغيم ما يُغطي سمائـــــــــــــــــــــــــــــي       

ومن الهم ما إذا نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام أرّق

     ومن الجدّ في زمانِ التصابـــــــــي        

ذكرياتٌ ذابت ودمعٌ ترقــــــــــــــــــــأـــــــــــرق

    أيّ دمعٍ يأتي على شكل شعـــــــــــرٍ      

أيُّ قلبٍ مني بعينيَّ أرفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق

    أعشقُ الليل في عيون العذارى       

وهو يقتادني إلى كل مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأزق

    كلما خلتهُ مريضاً تعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــافَى       

مِن جديدٍ، وكلما مات يُخلق

 جميع الحقوق محفوظة لـ الجمعية الدولية للشعراء العرب 



ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *